يوم عيد الفطر السعيد، هو مناسبة دينية يحتفل به جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، هو يأتي مباشرة بعد نهاية شهر رمضان المبارك، في الأول من شهر شوال يوم الفطر الأول بعد صيام شهر الغفران. وهو يوم جليل يشكر فيها المسلم المولى سبحانه وتعالى على جميع نعمه سائلا إياه بأن يتقبل منه صيام وقيام شهر رمضان المبارك. وفي العادة، يحتفل الناس بعيد الفطر لمدة ثلاثة أيام تقريبا في جميع البلدان الإسلامية.
أحاديث نبوية عن عيد الفطر:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ " كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى"(النسائي: 1556)
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ـ رضى الله عنه ـ وَكَانَ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَىْ عَشْرَةَ غَزْوَةً قَالَ سَمِعْتُ أَرْبَعًا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْجَبْنَنِي قَالَ " لاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ، وَلاَ صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى." (صحيح البخاري: 1995)
كيف تصلى صلاة عيد الفطر
صلاة العيد ركعتان، تصليهما كما كنت تصليها في المصلى مع الإمام من غير خطبة، ولك أن تصليها وحدك أو مع أهلك وتراعي هذه الأمور :
- تحري وقتها، وهو نفس وقت صلاة الضحى، بأن ترتفع الشمس قيد رمح، أي 15 دقيقة تقريبا بعد شروق الشمس إلى ما قبل الزوال. عن عبد الله بن بسر:"صاحب رسول الله ﷺ مع الناس في يوم عيد فطر، أو أضحى، فأنكر إبطاء الإمام، فقال: إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه، وذلك حين التسبيح".(صحيح رواه أحمد.1135).
- كان النبي ﷺ إذا أراد الصلاة اتخذ سترة، كالعود ونحوه أمامه، لكن هذا لأنه كان يصلي في مصلى، فيضع سترة حتى لا يمر شيء من أمامه، أما من صلى في البيت إلى جدار فلا حاجة له فيها، وقد رأيت من يحث الناس عليها عموما وهذا خطأ. والسترة سنة ليست واجبة.
- ليس لصلاة العيد أذان أو إقامة، بل تكبر مباشرة بعد النية، عن جابر بن سمرة، قال: "صليت مع رسول الله ﷺ العيدين، غير مرة ولا مرتين، بغير أذان ولا إقامة".(مسلم.887).
- عدد تكبيرات صلاة العيد لم يصح فيها حديث عن النبي ﷺ، قال الإمام أحمد:" ليس يروى في التكبير في العيدين حديث صحيح مرفوع".(التلخيص الحبير.201/2).
- والصحيح ما رواه مالك عن نافع مولى ابن عمر أنه قال:" شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة".(الموطأ.620). هذا مذهب المالكية والحنابلة.
- لم يرد عن النبي ﷺ ذكر بين التكبيرات، بل يسردها من غير ذكر، هذا هو الراجح وهو قول المالكية.
- وهو سنة عند الحنفية والحنابلة ومستحب عند الشافعية لما ورد عن ابن مسعود وصححه الألباني (الإرواء.642). لكنه ضعيف لم يصح من طريق، فقد رواه الطبراني (الكبير.9523). فيه عبد الكريم وهو ضعيف، ورواه أيضا في (الكبير.9515). من طريق:"علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم..". حماد بن أبي سلمة ضعيف وإبراهيم لم يدرك أحدا من الصحابة. قال ابن عبد البر:"ليس بين التكبير ذِكر ولا دُعاء ولا قول، إلا السكوت دون حد، وذلك بقدر ما ينقطع تكبير من خلفه".(الكافي.264/1).
- لم يرد عن النبي ﷺ رفع يديه في صلاة العيد عند التكبيرات، لذا اختلفوا، والجمهور على الاستحباب، وقال مالك:"ليس في ذلك سنة لازمة فمن شاء رفع يديه فيها كلها وفي الأولى أحب إلي".(ابن المنذر.الأوسط.282/4).
- بعد الانتهاء من التكبيرات يقرأ ما تيسر، ويستحب أن يقرأ بـ {ق والقرآن المجيد} ، وسورة {اقتربت الساعة وانشق القمر} ، ويقرأ جهراً، أو يقرأ فيهما بسورة {سبح اسم ربك الأعلى} ، وسورة {هل أتاك حديث الغاشية} . لحديث أبي واقد الليثي (مسلم.891). وحديث النعمان بن بشير(مسلم.879).
- السنة أن تكون القراءة جهرية، حكى النووي الإجماع على ذلك.(المجموع.18/5).
- وقيل تكون سرا، بدليل أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي:"ما كان يقرأ به رسول الله ﷺ في الأضحى والفطر".(مسلم.891). فلو كان النبي ﷺ يصليها جهرة ما احتاج عمر للسؤال!.
- لكن سؤال عمر قد يحتمل أن يكون على سبيل الاستفهام والاستخبار أو ربما النسيان، وقد وصف ابن عبد البر القراءة سرا بالشذوذ.(التمهيد.327/16).
- من نسي تكبيرة من تلك التكبيرات وتذكر، فقيل لا شيء عليه ولا يقضيها وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.
- وقال المالكية من نسي التكبير وتذكره قبل الركوع كبر حين يتذكر، وأعاد القراءة، وسجد بعد السلام، لأن القراءة الأولى زيادة وقعت في غير محلها. ومن نسي التكبير ولم يتذكر إلا بعد الركوع مضى في صلاته، وسجد قبل السلام ، ولا يرجع بعد الركوع إلى التكبير , فإن رجع بطلت صلاته على المشهور. ومن زاد تكبيرة سجد بعد السلام.(مدونة الفقه الإسلام وأدلته.الغرياني.768/1).
كيف نصلي صلاة عيد الفطر في البيت:
- صلاة العيد ركعتان، تنويها وتكبر تكبيرة الإحرام، وتأتي بدعاء الاستفتاح إن شئت، ثم تكبر ست تكبيرات متتاليات من غير ذكر بينهن، ثم تقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن.
- وفي الركعة الثانية تكبر خمس تكبيرات بعد تكبيرة الانتقال، فتصنع كما صنعت في الركعة الأولى.
تعليقات
إرسال تعليق